دعا مجلس الأمن الدولي جميع الدول إلى تطبيق حظر الأسلحة المفروض على ليبيا والابتعاد عن الصراع، بعد أن اتهم مراقبو عقوبات الأمم المتحدة الأردن والإمارات وتركيا بارتكاب انتهاكات متكررة.
وحثّ المجلس المؤلف من 15 دولة عضواً على "عدم التدخل في الصراع أو اتخاذ إجراءات من شأنها تأجيجه"، وعبر عن قلقه "من التدخل المتزايد للمرتزقة". ويكون الاتفاق على مثل هذه البيانات بالإجماع.
وقال دبلوماسيون إنّ المجلس "دعا إلى الامتثال الكامل لحظر الأسلحة"، لكن من غير المرجّح اتخاذ أي إجراء حيال مخالفات العقوبات التي وردت.
وقال خبراء الأمم المتحدة الذين يراقبون تنفيذ العقوبات على ليبيا إنّ الأردن والإمارات وتركيا انتهكوا مراراً حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، ورجَّحوا بشكل كبير أنَّ طائرة هجومية أجنبية مسؤولة عن هجوم أسقط قتلى على مركز لاحتجاز المهاجرين.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون في طرابلس إنَّ حفتر يتلقى دعماً من مصر، وفي الآونة الأخيرة من مرتزقة روس. وينفي الجيش الوطني الليبي الحصول على دعم خارجي. وتضغط الولايات المتحدة على حفتر لإنهاء هجومه.
من جانبها، ندَّدت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً بضربات جوية على العاصمة طرابلس والصحراء في الجنوب، قالت إنها أسقطت قتلى وجرحى من المدنيين، معظمهم نساء وأطفال.
واتهمت حكومة الوفاق الوطني، ومقرها طرابلس، قوات منافسة متمركزة في الشرق بشن الضربات. ولم تذكر عدد القتلى أو الجرحى جراء الضربات، لكن قوات عسكرية متحالفة معها قالت إنّ 14 شخصاً لقوا حتفهم.
ونفت قوات شرق ليبيا شنّ الضربات، واتّهمت خصومها بالقصف العشوائي.
وتمثّل الضربات أحدث تصعيد في الحملة الجوية، فيما يواصل الجيش الوطني الليبي هجومه العسكريّ على مشارف طرابلس، ويسعى إلى استعادة السيطرة على المناطق الصّحراوية في الجنوب.
وانقسمت ليبيا منذ العام 2014 بين فصائل سياسية وعسكرية متناحرة في طرابلس والشرق. ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أبريل/ نيسان حملة عسكرية لمحاولة انتزاع السيطرة على طرابلس.
واستهدفت الضربات منطقة السواني في الجنوب الغربي من وسط طرابلس، وبلدة أم الأرانب على بعد حوالى 765 كيلومتراً في أواخر الأسبوع الماضي.
وأكَّد عمال الطوارئ أن ثلاثة أطفال قتلوا، وأنَّ طفلاً رابعاً أصيب في الهجوم على السواني، وقالوا إنه دمّر بعض المنازل والسّيارات.
وقال مقيمون إنّ السكّان في أم الأرانب احتجوا على الضربات، وأحرقوا الإطارات في أحد الشوارع، وأغلقوا بعض المدارس والطرق. وبعد أن تعثَّر الهجوم سريعاً، تزايد اعتماد الجانبين على الضربات الجوية بطائرات مقاتلة ومسيّرة، والتي تتمّ بمساعدة أجنبية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان، إنها "تتابع بقلق بالغ تكثيف الضربات الجوية في مناطق مدنية خلال الأيام القليلة الماضية".