قرّرت الإدارة الأميركيّة الإعلان في وقت لاحق، أمس الإثنين، تشديد العقوبات على إيران عبر إلغائها الاستثناءات التي سمحت لعدد من الدول بشراء النفط الإيرانيّ، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست". والدول التي منحت استثناءات هي: تركيا، الهند، اليونان، إيطاليا، تايوان، الصين، اليابان وكوريا الجنوبيّة.
ويعتبر القرار الأميركي المحتمل تصعيدًا كبيرًا ضمن حملة "الضغط الأقصى" التي أعلنتها الإدارة الأميركيّة ضدّ طهران، والتي تهدف إلى إجبار إيران على إنهاء "تصرّفاتها غير المشروعة حول العالم"، بتعبير "واشنطن بوست".
وبحسب الصّحيفة، فإنّ وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، سيعلن أنَّ وزارته لن تمنح أيّ دولة استثناءات لشراء النفط الإيراني بعد الثاني من أيّار/ مايو المقبل، وهو الموعد النهائي، وكانت الخارجية الأميركية حدّدت هذا الموعد في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعدما منحت الدول المذكورة أعلاه 180 يومًا لإيجاد بدائل عن النفط الإيراني، واستجابت منذ ذلك الحين 3 دول فقط للطلبات الأميركيّة، وصّفرت استيرادها للنفط الإيراني، هي: اليونان وإيطاليا وتايوان.
وستكون للقرار تبعات على أسواق النفط العالميّة، لكنّ مسؤولاً أميركياً قلّل من آثار ذلك، بحسب "واشنطن بوست"، لأن بومبيو سيعلن
أن السعودية والإمارات مستعدّتان لتعويض النفط الإيراني للدول المتضرّرة، ما يعني تغييراً ضئيلاً في أسعار النفط فقط.
وانسحبت الولايات المتحدة الأميركيّة في أيّار/ مايو الماضي من الاتفاق النووي مع إيران، قبل أن تعلن لاحقًا عن عقوبات شديدة ضدّها على مرحلتين، دخلت الأولى حيّز التنفيذ في تموز/ يوليو الماضي، بينما دخلت الدفعة الثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر، غير أنَّ هذه المرّة الأولى التي تعمل فيها واشنطن فيها على تصفير تصدير النفط الإيراني، في محاولة جديّة لضرب الاقتصاد الإيراني.
ولم تقتصر العقوبات الأميركيّة على طهران، إذ فرضت عقوبات على شبكة شركات وأشخاص في إيران وتركيا والإمارات، قالت إنها تساعد في جمع مليارات الدولارات لتمويل عمليات الحرس الثوري الإيراني.
ومن بين المؤسَّسات المستهدفة بنوك ومؤسسات مالية أخرى، منها بنك أنصار وأطلس للصرافة وشركة أطلس الإيرانية.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أقرّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي بأنَّ العقوبات الأميركية تضغط على إيران والشعب الإيراني، ووصف بعض المسؤولين الأميركيين بأنهم "حمقى من الدرجة الأولى".
ونقلت "رويترز" عن السيّد علي خامنئي قوله على موقعه الرسمي الإلكتروني إنَّ "العقوبات تضغط على البلاد وعلى الشعب. والأميركيون يقولون بكلّ سرور إن هذه العقوبات غير مسبوقة في التاريخ... نعم، إنها غير مسبوقة. والهزيمة التي سيواجهها الأميركيون ستكون غير مسبوقة".